Tuesday, August 17, 2010

مستشفياتنا،،،مكان ملائم للموت





اليوم فجراً، جاءتني نوبة “كلى”، اجتاحني الألم في وقت غير مناسب، تحاملت على نفسي، قدت سيارتي وتوجهت الى احد المستشفيات “الخاصة” في رام الله، طوال الطريق والألم يقتلني وأنا أصبّر نفسي بتخيّل المستشفى والاهتمام الذي سأحصل عليه من الطبيب فور وصولي، حيث تخيلت انكباب الطبيب علّي وسؤالي عن الاعراض التي اعاني منها وما هي الادوية التي اتناولها.

وصلت المستشفى “فكذّبت المية الغطاس”، لم أجد أحدأ اتكلم معه، الكل مختفي أو نائم، وكأنما وجبة السحور قد سحرتهم، أو لربما قام احد ابطال افلام الرعب بقتلهم واحداً تلو الآخر وخبأ جثثهم في سراديب المستشفى فلا “حس ولا خبر” لأحد.

بعد مسيرة بحث ومناداة “صياح” يقوم موظف الاستقبال من نومه ويسجل اسمي ويعدني بقدوم الدكتور، طبعاً حتى لا اضيع وقتي الثمين ينصحونني “عشان كله يكون في السليم” بإجراء معاملاتي المالية مع المحاسب الذي يحتاج أيضاً لبعض التعويذات كي يستيقظ .

أنا أنتظر الطبيب بفارغ الصبر ولكن كليتي لا تتقن هذه المهارة – اقصد مهارة الصبر – أتلوى، أتألم، تذبل عيناي وسواد يقتحم الرؤية ومن ثم يحجبها.

عودة الى افلام الرعب، يُطِّل من آخر السرداب الموحش شخصاً يلبس البياض مشعاً بالأمل، وأخيراً انه الطبيب المناوب، الحمد لله “فرجت”

يقوم الطبيب بتلك الحركات الروتينية فتنصلح اموري والحمد لله بعد طول عذاب، اخرج من غرفة الطبيب فأجد موظف الاستقبال قد عاد الى نومه العميق – بحطش في ذمتي بس الله العليم لو رن التلفون اللي جنبه مش حيسمعه ولا حيرد عليه -

نزلت الى سيارتي وقدتها متجهاً الى بيتي، فبدأت ملايين السيناريوهات تتابع امام ناظري، ماذا لو كان المريض ابني وقد اختنق بشيء ما، هل سيبقى على قيد الحياة حتى قدوم الطبيب؟

ماذا لو كان أبي او عمي او جدي قد اصابته جلطة واتى للعلاج في هذا الوقت، هل سيلحقوه؟
ماذا لو كان نزيفاً جراء رصاصة، ماذا لو كان ارتجاجاً جراء سقوط ماذا لو كان ماذا لو كان….

اذا كانت هذامستشفى خاص فكيف هو حال المستشفيات الحكومية؟؟

واحسرتاه مرة اخرى على شعبنا المسكين المحاصر مهضوم الحق الذي لم يدرك حتى الآن بأن نصره منوطٌ بإخلاصه لوظيفته وشعبه اولاً وبباقي الامور ثانياً

بقلمي: صالح دوابشة بعد أن قصّها علي أحد أصدقائي

No comments:

Post a Comment