Sunday, April 4, 2010

سبع عشرة ساعة من العمر مع بال اكس أوه PaleXO





الزمان: الانطلاق الساعة السادسة صباحاً والعودة الساعة الحادية عشر مساءً بتوقيت القدس الشريف يوم الاحد الموافق 4-4-2010

دقت الساعة الحادية عشر مساءً،،ولجت الى البيت بخطىً متثاقلة، منهك، متعب، بطن ممتليء او بالأحرى منتفخ، جوع لدوش ساخن ولوعة واشتياق لسريري الرائع، حديث مقتضب مع الاهل عن ملخص اليوم، دوش ساخن، راحة على المزاج، صلاة المغرب والعشاء، ومن ثم توجه مباشر لكمبيوتري المحمول – اللابتوب يعني - خلقت ملف وورد جديد، واعطيت جاهدة وهبي الضوء الاخضر لتبدأ عذب غنائها لبعض من مقاطع سيدتي الرائعة احلام مستغانمي.

أعدت شريط اليوم فاجتاحتني رغبة عارمة في كتابة كل تفاصيله المتكونة من مقل اشخاصه وملامح وجوههم الهاربة، اللاحقة، الغاضبة، المستاءة، الفرحة، المنتشية، والمتبعثرة هنا وهناك لترسم لوحة هذا اليوم الجميل بريشة فنان ماهر احياناً او لتتبدد ما بين الضحكات احياناً أخرى مختبئةً بعبثية الاطفال لتتجنب امكانية تكوين صورة قد لا ترتقي الى سمو و جمال تلقائية كل موقف بعينه.


مجموعة متطوعين معظمهم من دارسي هندسة الكمبيوتر في جامعة بيرزيت يتركون مضاجعهم صباحات ايام الاحد والخميس لينطلقون في جنبات هذا الوطن شمالاً وجنوباً لينشروا أملاً جديداً لجيل ما زال رضيعاً يلثم ثدي مفرزات الاجيال السابقة التي لوث حليبها بخيانة وفساد وخنوع، وتنطيش لحق اللاجئين وعدم اكتراث لتهويد القدس، ونسيان كامل لتاريخ فلسطين، وتبعية اقتصادية وتكنولوجية بغيضة
 و و وو و و و و و .


هذه المجموعة تتطوع ضمن برنامج عالمي إسمه "لابتوب لكل طفل" وقد تم اختيار عدد من المدارس وتم توزيع اللابتوبات – الاجهزة المحمولة – على الف طفل في الضفة الغربية، هذا الجهاز المحمول هو جهاز صغير بحجم كفيّ يد، له أذنان كآذان الارنب ولونه ابيض واخضر كلون الزيتون واللوز وبنفس الوقت اللون الذي تعشقه العين وترتاح له، على أية حال بقي ان أذكر بان هذا الجهاز برمج ليكون مناسباً للاطفال في سن التاسعة.

بكل بساطة وظيفة المتطوعين هو تدريب الاطفال على استخدام هذا الحاسوب المحمول.

حقاً كان شعوراً مختلفاً رغم تعودي على التطوع، فهذه المرة الموضوع تكنولوجي أولاً، وثانياً انا نعسان جداً، اتذكر جيداً شرش الرقبة عند أيمن ورشا وهم يشرحون للأطفال ويحاولون السيطرة على الصف، كما أتذكر بسمات الاطفال الرائعة والغريبة في بعض الاحيان اثناء استخدامهم للحاسوب المحمول –الان انتقلت لسماع الكساندر رايباك واغنيته فيري تيل – كما اتذكر مدى اندماج المتطوعين كل مع مجموعته وطريقة بنائهم لعلاقة من نوع خاص كانها جسر يصل ما بينهم وبين مملكتهم المتكونة من اطفال خمسة او ستة هم تماماً تعداد مجموعتهم او مملكتهم لهذا اليوم.

غداء سريع في المدرسة – وهذا يبين كرم اهل ترقوميا، ومن ثم زيارة للبلدة القديمة في الخليل وزيارة المسجد الابراهيمي، وولوج لا يتعدى ثلاثة امتار للمنطقة العسكرية المغلقة وذلك لأن أحد جنود الدفاع الاسرائيلي كان ودوداً بما فيه الكفاية ليكرم علينا بهذا الولوج الخطير لأرض فلسطينية أباً عن جد سرقوها واحتلوها وادعوها ونحن نيام او نتظاهر النوم حتى لا تمتهن رجولتنا – اتفووووووووو علينا.

رؤيتي للمستوطنين يسرحون ويمرحون في تلك المنطقة وحرس الحدود الاسرائيلي يحمي ويشرّع وجودهم جلعني أتذكر مشهد رأيته في احد الافلام الوثائقية حيث الضباع تتجمع فوق جثة غزال صغير جميل – والباقي عندكم-.

توجهنا سريعاً بعدها الى بيت محمد الخطيب في العروب ووجبة رائعة ولذيذة حتى ما فوق الاشباع، كنافة عربية، حلبة، شاي، سطح الدار وقعدة عربية، هويات عليلات من الاخر صح، ومرجيحة عنيفة، واخرى هادئة جميلة – وهي نوعي المفضل من المراجيح بالمناسبة.

- الان محاولة للبحث عاليوتيوب على اغنية عبد الحليم التي نصحت بسماعها ولكن عبثاً، ما اتذكره هو ان اسم الاغنية مشيت عالشوك -

بناء على اقتراح البعض وموافقة المعظم تم التوجه الى مدينة بيت لحم، حيث العبث الطفولي في ساحة كنيسة المهد، والمشي بلا هدف في البلدة القديمة، اما بالنسبة لي فقد قمت بمشوار سري لم يعرف به أحد الا "فائق" وانا متاكد بأنه لن يخبر أحداً- صح فائق؟؟ هههههههه.

أما الان فطريق العودة الى رام الله، والمفروض ان ينام الجميع، فالتعب والانهاك قد سرح ومرح في اجسادهم، ولكن، المفاجأة بان الجميع ما زال يغني ويرقص وكأن الدنيا عيد وكأننا قد بدأنا الرحلة لتونا، على كل حال كان هناك بعض المحاولات لترويق الجو والتحدث في مواضيع مهمة واستثمار القدرات الاذاعية المتوفرة، ولكن عبثاً، فما تطاير في المكان من كلمات لأغاني عربية وانجليزية كان كفيلاً بانهاء النقاش واعلان انتصار محمد الخطيب الظالم على صوت الحق والعدل.

عدنا والعود احمد 

أصدقائي سريعي التكون، متطوعي بال اكس أوه، اود أن اشكركم على كل لحظة قضيتها معكم في هذه السبع عشرة ساعة، في كل شخص منكم ما يميزه، رأيت هذا حقاً بعين متواضعة لا تختلف عن عيونكم، احببت فرحكم وضحكاتكم، عشقت تلقائيتكم، وأعجبت بوطادة علاقتكم السليمة والبريئة.

حقاً جذبني بعضكم بمناطقه المجهولة التي لم يماط اللثام عنها بعد رغم محاولته اثبات بأنه كتاب مفتوح، جذبني أيضاً سرعة ردة فعل بعضكم واحمرار وجوههم، سعدت بقربي من بعضكم معظم الوقت، أغضبني تعليق او تعليقين ليسا في محلهما حقاً ولكن هذا لا شيء اذا ما قورن بمستوى روعة اليوم ككل.

حقاً اليوم ضحكت ملا فمي، وانتشى قلبي فرحاً، وكما قلت لكم، بعض الاشخاص نقضي معهم وقتاً طويلا ولكن لا نتذكرهم، والبعض الىخر يمرون مروراً عابراً في حياتنا ولكنهم يحفرون بعضاً من الكلمات في قلوبنا، بصدق أخبركم، كل شخص فيكم قد حفر بعضاً من كلمات في قلبي.

بالمناسبة، محمد خطيب، انت انسان رائع وانا سعيد بكوني احد أصدقائك.

وفقكم الله والى لقاء.

ملاحظة: شكر خاص لصديقي أنس على التعريف الجميل وعلى المشاركة والوقت السعيد والاكثر من رائع 


بقلمي: صالح دوابشة 12:46 صباحاً 5-4-2010




1 comment:

  1. لحظات الحياة هذه التي نسرقها من البؤس، من فم التنين، هيّ ما تعلق في ذاكرتنا وتظلّ

    ما أجملكم

    ReplyDelete