Wednesday, December 23, 2009

طــبِّـــع……. انت فلسطيني







طــبِّـــع……انت فلسطيني

المكان: قصر الثقافة – رام الله
الزمان: 22-12-2009 الساعة السادسة مساءً
المناسبة: عرض لفرقة اسبانية في اطار احتفالية القدس عاصة الثقافة العربية
تحت رعاية وزرة الثقافة

بدأ الاحتفال بدخول خمس فتيات اسبانيات يرتدين زياً أبيض يشبه الى حد ما لباس الصوفيين، حيث التنانير الطويلة الواسعة التي تطير في الهواء بشكل افقي عند الدوران.

بدأت التنانير تدور وتنبسط وتنفرج عن كلمات كتبت عليها مسبقاً، العدل، المساواة، والحرية.
طبعاً هذه كلمات تتحدث عن المرأة وحقوقها ومساواتها بالرجل كون الحفل قد نظم من قبل تجمع النساء الفنانات ضد العتف الجندري – اسبانيا.

ولكن الصاعقة كانت عندما انفرجت التنانير عن كلمتي فلسطين واسرائيل، كلمتان متجاورتين كأنهما توأمان في مهد، وفوق المهد وشاح صغير تحمله الراقصة كتب عليه جملة: من اجل السلام.

وتدور الراقصات، ووتنبسط التنانير أفقياً، وتدور فلسطين بجوار اسرائيل ويعبق الجو برائحة السلام، تعلو الموسيقى وتهز كراسي الحاضرين كأنها الرعد، تتناوب البقع الضوئية على الراقصات ذهاباً وإياباً كأنهن البرق، تتضح الصورة اكثر فتتناثر بعض الكلمات العبرية الى جانب مثيلاتها من العربية.

تتواضع الموسيقى، تخفت الاضواء، تأخذ الراقصات حركة جليدية معلنةً انتهاء الرقصة، ويبدأ الجمهور بالتصفيق والتصفير، يا لها من رقصة جميلة على جثث شهداء غزة الذي أبيدوا قبل عام في نفس هذا الوقت.


انتهت الرقصة، وابتسم أعالي القوم أصحاب كراسي المقدمة، لعل قربهم من المنصة لم يمكنهم من قراءة تلك الكلمات.

انتهت الرقصة وانتهى جيل آخر، جيل تجرع السم في الدسم فاستساغه، او لربما أدمنه فما استطاع تركه.

انتهت الرقصة وتبخرت دماء كل من استشهدوا منذ 1917 حتى الآن، انتهت الرقصة وكممت أفواه 11 الفاً من الاسرى والمعتقلين.

انتهت الرقصة وما انتهت المستوطنات ولا رحل المستوطنون.

انتهت الرقصة وما انتهت الحواجز بل ازدادت انغراساً في صدورنا، حتى أصبحنا نتنفسها كل صباح ومساء.

انتهت الرقصة، وما انتهى الحصار، انتهت الرقصة وما انتهى الوجود الصهيوني من البلدة القديمة في القدس.

انتهت الرقصة وما انتهت الحفريات تحت المسجد الأقصى، انتهت الرقصة وما انتهت آهات الثكالى وأنات اليتامى.

انتهت الرقصة ولكن، ولكن لم تنته بقية من خير في قلب فتاة عشرينية، فانطلقت تصيح بكل ما اوتيت من قوة" إسمها فلسطين مش اسرائيل…اسمها فلسطين مش اسرائيل..اسمها فلسطين مش اسرائيل".. رأيتها تصرخ… في عينها دمعتين وفي حلقها غصة تبتلعها حتى لا تضعف، وما زالت تقاوم كل ما حاولوا انهائه، ما زالت تردد " اسمها فلسطين مش اسرائيل….اسمها فلسطين مش اسرائيل" حتى طهرت المكان من رجس المتساذجين، حتى أشعلت اضواء الصخرة المشرفة في قلوب الحاضرين، حتى استدعت ارواح جميع الشهداء الى المكان، حتى نقلت دعوات امهات المعتقلين، حتى امتلأ المكان بنواح الثكالى وأنّات اليتامي، عمّت الفوضى المكان، حتى انتثرت تواريخ كل الثورات الفلسطينية فوق رؤوس الحاضرين، وتدافعت تباعاً تورايخ المجازر والمذابح.

وفي النهاية خرجت هي وبضع من أصدقائها، وبقي الحاضرون هناك يصفقون ويهتفون لجمال العرض الاسباني.

يبدو واضحاً للعيان بأن هذه الفتاة ورفاقها ليسوا فلسطينيين، وإنما من بقوا في الداخل هم الفلسطينيين.

لذلك أقول لكم يا أصدقائي: طــبِّــع….أنت فلسطيني




بقلمي: فلسطيني….مع وقف التطبيع
صالح دوابشة
23-12-2009
1:24 am



بعض ردود الفعل:

أثناء صراخ الفتاة الرائعة، حاولت فتاة تجلس خلفها أن تساندها فمنعتها امها قائلة لها: اسكتي عندك مستقبل

عندما همت الفتاة ورفاقها بالخروج ووقفوا، قال احد الحاضرين وهو يجلس خلفهم بلهجة قاسية ومستفزة، لو سمحتوا بدنا نعرف نشوف

مسؤول المنظمين جاء للفتاة ورفاقها وهي تصيح وقال: مش عبرتوا عن رأيكم...خلص

بعد خروج الفتاة ورفاقها..جاء أحد المسؤولين وبرر ما حصل بما يلي
اولا قال: هدول جايين يتضامنوا معنا
فاجابته الفتاة ورفاقها: يتضامنوا اه بس انو يعملوا هيك لأ
فقال: هدول بعرفوش انه هاد غلط
المجموعة: كيف بعرفوش وانت قبل شوي قلت انهم اجو سبع مرات عالبلد
التبرير الثالث اللي بيخزي
احنا ما شفنا هادي الفقرة وبنوعدكم انها متتكررش في محلات تانية

وعلى رأي عمي أبو هيثم: شكّح وارمي





2 comments:

  1. الناس اللي قاعدين قدام و عرفنا انو بدهم حرق
    بس المشكلة مش بس فيهم في الناس اللي وراهم و اللي زي ام البنت
    يمكن المشكلة اكبر من قصة مفاوضات و تطبيع لهلا مو قادرين يستوعبوها
    انو نحنا ناس
    بني ادمين
    حقنا بتجاوز اغنية وورقة تفاوض وقعها انسان
    و التطبيع مش على فلسطين صدقني
    التطبيع تجاوز الارض

    ReplyDelete