Sunday, February 6, 2011

فيس بوك، يوتيوب، تويتر، تونس ومصر











يبدو واضحاً للعيان بأن اهتمام الشارع العربي بالسوشال ميديا قد ارتفع الى أعلى مستوياته بعد ثورة تونس ومصر.

الكثيرون يتساءلون ما هي هذه الوسائل الاعلامية التي يطلق عليها السوشال ميديا او الاعلام الاجتماعي (او اعلام الشبكات الاجتماعية) وكيف استطاعت هذه الوسائل ان تحرك الشعوب وتخرج الناس من بيوتهم ليتجمعوا في اماكن معينة ويلتزموا بقواعد ثورية حددت مسبقاً.

قواعد لم يتم الاعلان عنها في التلفاز ولا في المحطات الاذاعية ولا في الصحف المحلية، قواعد دخلت كل بيت، وقرأها كل فرد، اهداف ثورية لمست قلوب وعقول الشعب، اهداف ثورية اتخذت من البساطة منهجاً لتطبيقها.

فيس بوك، يوتيوب، وتويتر، كلمات اصبح تداولها على الالسن يومياً، فما هو الفيس بوك وما هو اليوتيوب وما هو تويتر وكيف قامت هذه المواقع الموجودة على الانترنت باسقاط انظمة حاكمة جثت على صدور الناس بطغيانها لما يزيد عن عشرين وثلاثين سنة.

يوتيوب هو موقع باستطاعتك أن ترفع عليه أي مقطع فيديو قمت بتصويره باستخدام هاتفك المحمول الشخصي، او بكامرتك الديجتال الصغيرة، او بالهاندي كام (كامرا الفيديو الصغيرة).

ماذا أعني بقولي "ترفع" فيديو؟
أعني ان هذا الفيديو الذي قمت بتصويره باستخدام هاتفك المحمول والذي تقوم بتجميع اصدقائك او عائلتك حولك لتريهم اياه أصبح بالامكان الآن ان تريه للعالم اجمع، بغض النظر عن مكان سكنهم.
بخطوات بسيطة ينتقل مقطع الفيديو من هاتفك المحمول ليتخذ له مكاناُ على موقع يوتيوب، وبمجرد أن يسكن مقطع الفيديو على موقع اليوتيوب يصبح له رابط خاص به.

هذا الرابط هو كعنوان يتبعه المشاهد (على الانترنت) بغض النظر عن مكان سكنه ليصل الى الفيديو وبكبسة زر يشاهد هذا الفيديو، هذا الرابط يمكن نشره عن طريق فيس بوك وتويتر.

فيس بوك وما ادراك ما الفيس بوك؟
الفيس بوك هو عبارة عن موقع الكتروني يحتوي فقط على صفحتين، احداهما تسمى الصفحة الرئيسية والاخرى تسمى الصفحة الشخصية.

دعونا نبدأ بالصفحة الشخصية
على صفحتك الشخصية بإمكانك ان تكتب اي شيء يدور في عقلك، بإمكانك ان تقول بأنك منهك من دراسة امتحانك، وبإمكانك أن تقول بأنك غير راضٍ عن اسعار الخبر، وبإمكانك ان تقول بأنك رجعت اليوم من السفر، أي شيء تكتبه على صفحتك سيتمكن أصدقائك على الفيس بوك من قرائته.
بكل بساطة أيضاً بإمكانك أن "ترفع" صورة أو مقطع فيديو على صفحتك الشخصية، أي مكان سكن الصورة او الفيديو المرفوعين على صفحتك الشخصية ينتقل من هاتفك المحمول او من كمبيوترك الى الانترنت ليصبح بإمكان أي صديق من أصدقائك على الفيس بوك أن يشاهد صورك وفيديوهاتك.

مثال: في السابق كنت بعد رجوعك من السفر، تجمع عائلتك او اصدقائك وتريهم الصور التي التقطها في رحلتك، وكنت أيضاً تبعث هذه الصور لاصدقائك بالاميل، الآن مع الفيس بوك، لا تحتاج ان تجمع اصدقائك وعائلتك حولك، ولا تحتاج ان تبعث اي اميل لاي شخص، كل ما تفعله هو انك ترفع صورك على الفيس بوك فيصبح بامكان كل اصدقائك (الذين قمت انت باختيارهم مسبقاً) على الفيس بوك أن يشاهدوا صورك، ويكتبوا تعليقاتهم عليها.

أريد أن اذكر هنا أنه بإمكانك أيضاً أن تضيف الى صفحتك الشخصية مقالاً قراته في مكان ما على الانترنت.

ما هي الصفحة الرئيسية وما علاقتها بالصفحة الشخصية؟
الصفحة الرئيسية الخاصة بك تحتوي على كل الكتابات والصور والفيديوهات والمقالات التي قام اصدقائك " برفعها" على الفيس بوك.

أي ان كل ما تكتبه او "ترفعه" انت على صفحتك الشخصية يذهب الى صفحات اصدقائك الرئيسية، وما يقوم به أصدقائك من كتابة او من رفع لصور او فيديوهات او مقالات على صفحاتهم الشخصية يأتي الى صفحتك الرئيسية فتستطيع أن تكون على اطلاع على كل ما يكتبونه او "يرفعونه".

دعني احدثك عن الفيس بوك أكثر:
فلنفترض بانك تحضر لمناسبة حفل تخرجك، وتريد أن تدعو اصدقائك، في الماضي كنت تتصل بهم هاتفيها او تبعث لهم إميل، اما الان فانت تقوم بإنشاء صفحة تسمى "صفحة مناسبة" على الفيس بوك، وتضيف لهذه الصفحة معلومات مثل مكان المناسبة وزمانها والفقرات التي ستتخللها وخريطة لتسهيل وصول المدعوين لحفل تخرجك، ثم تقوم بكبسة زر بدعوة من تريد من اصدقائك.
أصدقائك سيتلقون الدعوة، واذا أرادوا الحضور، يقومون بالموافقة، ومن ثم يعج حفل تخرجك بالمدعوين.

هل تريدون أكثر عن الفيس بوك؟
حسناً، دعونا نفترض بأنك تملك محل تجاري يقدم منتوجات الكوزمتكس والعطور والكريمات، وكل شهر تأتيك بضاعة جديدة وماركات جديدة، وانت لا تريد ان تعلن عن هذه البضاعة الجديدة في الصحف او في الراديو او في التلفاز لأنها مكلفة، ولأنها غير مجدية، ما العمل؟

بكل بساطة تقوم بانشاء صفحة على الفيس بوك تعرف ب
"page"،
تحتوي هذه الصفحة على معلومات عن محلك التجاري وعنوانه وما تقدمه من بضائع، ومن ثم تدعو زبائنك ليضغطوا على كلمة
"like"
او "اعجبني" على صفحتك، يجب ان تطلب من أصدقائك ليساعدوك في دعوة زبائن آخرين ليزيد عدد المنضمين لصفحتك.

دعنا نفترض بأن 200 شخص قاموا بالانضمام لصفحتك، وانت قد جلبت ماركة عطور فاخرة وجديدة من الخارج.
الآن اذهب الى الصفحة، واكتب "نعلمكم زبائننا الكرام بأننا ابتداءً من اليوم نوفر لك العطر الفاخر "وتذكر اسمه" بإمكانكم المرور والحصول عليه بأسعار منافسة"، بمجرد اعتمادك لهذه الجملة وضغطك على كلمة "share" او "مشاركة" تذهب هذه الجملة لتسكن الصفحة الرئيسية الخاصة بكل الاشخاص المنضمين لصفحتك.

هل ترى عزيزي القاريء كيف ان الفيس بوك أوصل كل شيء يحصل حولك لصفحتك الرئيسية، أنت الان لا تحتاج لتلقى صديقك في بيته او في الكوفي شوب ليريك صور رحلته، وصديقك الاخر لا يحتاج لان يكلمك هاتفياً لدعوتك لحفل تخرجه، كما أنك غير مضطر لزيارة محل العطور لتسأله عن آخر عروضه وبضائعه، كل هذا يصل اليك حيث انت، في بيتك.


هذا ما حدث في ثورة مصر وتونس ولكن باختلاف شخوص واهداف الامثلة
فعلي سبيل المثال بدل أن ينشىء الشاب التونسي صفحة مناسبة لدعوة الناس لحفل تخرجه، قام بانشاء صفحة مناسبة لدعوة الناس للتجمع في وسط مدينة تونس في يوم معين، وكتب في وصف صفحة المناسبة هدف التجمع والشعارات التي ستردد واليافطات التي ستحمل. ومن ثم قام بدعوة اصدقائه، اصدقائه قبلوا الدعوة وتشجعوا للفكرة فقاموا بدورهم بدعوة اصدقائهم لنفس صفحة المناسبة التي انشأها الشاب التونسي في باديء الامر.

بإمكانك ان تتخيل كم الحماس الذي يسكن قلوب التونسيين وهم يقومون بدعوة بعضهم البعض لليوم الموعود.

ويأتي اليوم الموعود، فتعج وسط مدينة تونس بهؤلاء الشباب الذين يرددون الهتافات نفسها، ويرفعون اليافطات نفسها، ويلتزمون بالقواعد التي كتبت في صفحة المناسبة.


ماذا أيضاً؟
ثم ياتي دور "الصفحة" او ال
"page"
فلنفترض أن اسمها "ثورة تونسية حتى إقصاء الطاغية بن علي"، فلنفرض ان شاباً تونسياً أنشأ هذه الصفحة ومن ثم دعى اصدقائه للانضمام اليها، ومن ثم قام أصدقائه بدورهم بدعوة اصدقائهم وهكذا، حتى انتشرت الصفحة انتشاراُ فيروسياً بين الشعب التونسي، الآن على سبيل المثال الشخص الذي انشأ الصفحة يبدأ بكتابة جمل مثل " أصبح عددنا الف شخص، هيا لنصبح الفين بحلول نهاية الاسبوع"، هذه الجملة تظهر على الصفحة الرئيسية الخاصة بكل الأعضاء المنضمين للصفحة، هذه الجملة تشجعهم، فيقوموا بدعوة المزيد من اصدقائهم، فيصل العدد الى الفين، وثلاثة ومن ثم عشرات الآلاف ومن ثم مئات الآلاف.

ومن ثم على سبيل المثال يكتب المسؤول عن الصفحة، جملة، "الى متى سنبقى خانعين للطغيان، الى متى تهدر حقوقنا، الى متى البطالة، الى متى القهر؟ هل ستنضمون للتجمع المقبل ام ستبقون في بيوتكم فقراء عاطلين عن العمل"، أيضاً تذهب هذه الجملة الى الصفحات الرئيسية الخاصة بكل شخص منضم لهذه الصفحة لتؤجج مشاعره وتستحثه فيحدث نفسه قائلاً "ساخرج، سأثور".

هذه هي الطريقة للمّ الشمل، هذه هي الطريقة لتجميع عدد كبير من الناس من أجل هدف واحد.

ولكن نحتاج أمور تزيد من الحماس اكثر وأكثر.

وهنا ياتي دور المدونات والصور ومقاطع الفيديو.

يكتب المدونون الذي يملكون القدرة على تأجيج المشاعر مقالات يضعونها في مدوناتهم (المدونة بكل بساطة هي عبارة عن صفحة على الانترنت يستطيع المدون ان ينشر عليها مقالاته) ومن ثم يأتي الشخص الذي انشأ "الصفحة" اي ال
"page"
ويقوم بنشر هذه المقالات على الصفحة فتذهب الى كل المنضمين فيقرؤونها.

وخير مثال على المدونين الرائعين الشابة المصرية نوارة – التي كنتم تسموعونها على الجزيرة كثيرا في الفترة الاخيرة – صاحبة مدونة جبهة التهييس الشعبية
http://tahyyes.blogspot.com/

أما عن الصور والفيديو فيقوم على سبيل المثال المسؤول عن احدى صفحات الثورة التونسية بنشر صورة "بوعزيزي" وهو محترق واضعاً عليها تعليقاً مثل "هذا بوعزيزي حرق نفسه من اجل لقمة عيشة ولقمة عيش بلده، فماذا انتم فاعلون؟" فتصل الصورة والتعليق جميع الاعضاء المنضمين للصفحة فتتأجج المشاعر أكثر وأكثر ويقوم الاعضاء بدعوة اعضاء اكثر واكثر للصفحة. وخير مثال على ذلك مجموعة "كلنا خالد سعيد" التي ساهمت مساهمة كبيرة في ثورة مصر والتي وصل عدد اعضاؤها الى نصف مليون شخص
http://www.facebook.com/ElShaheeed


اذا الشباب استخدموا الفيس بوك للتعبئة وللتنظيم.

والآن ياتي دور تويتر:
تويتر بكل بساطة هو عبارة عن موقع يوجد في أعلاه صندوق صغير تستطيع ان تكتب فيه جملة تتكون من 140 حرف فقط لا غير، ويمكن لهذه الجملة ان تحتوي على رابط لصورة او فيديو او مقال. وبإمكانك ان تكتب هذه الجملة باستخدام كمبيوترك او باستخدام هاتفك النقال – وهنا تأتي قوة تويتر، سأوضح هذا فيما بعد.

الآن بعد ان تم استخدام الفيس بوك للتعبئة والتنظيم، يخرج الشباب في مسيرات احتجاجية، فتقوم الشرطة بقمعهم، بالمياه الساخنة، بمسيل الدموع، بالعيارات المطاطية، فيسقط جرحى، وتعلو هتافات الثوار وتحدث الهوائل، في هذه الاثناء يكون هناك شباب يكتبون كل ما يحدث على تويتر باستخدام هواتفم النقالة، فيكتب احدهم " الآن وامام ناظري في وسط العاصمة تونس تلقى صديقي عياراً مطاطياً في عينه، الشرطة تصعّد، الشرطة تريد انهاء المسيرة بأي شكل من الاشكال" وما ان تنطلق هذه الجملة من الهاتف النقال الخاص بهذا الشاب من وسط المواجهات لتسكن صفحات تويتر فيصبح بمقدور اي شخص حول العالم قراءة هذه الجملة، ومن ثم يقوم هذا الشخص الذي يسكن مكاناً او بلداً اخر باعادة ارسال هذه الجملة فيشاهدها عدد اكثر، ومن ثم يعيد ارسالها آخرون فيشاهدها عدد اكثر، حتى تصل الجملة لكل شخص موجود على موقع تويتر.

ما نستفيده هنا هو تغطية فورية ومباشرة وسريعة للأحداث تفوق سرعة المحطات الفضائية.

ولكن هناك ما هو أهم الا وهو صدق المعلومة، فهي خرجت من شاب من وسط الحدث، وهذا الشاب لا تؤثر عليه سياسات دولية ولا مصالح دبلوماسية مثل تلك التي تؤثر على المحطات الفضائية.

كما أن الجملة ممكن ان تكون بأي لغة، على عكس المحطة الفضائية الواحدة التي تبث بلغة واحدة.

كما ترون، موقع تويتر ينقل الاخبار بصدق للعالم كله، فيبدأ المساندون من دول أخرى بالكتابة عن الثورة، وهنا يأتي مثال مصر، كل العالم انتفض مع المصريين، حتى الحكومات الاجنبية بدأت تطلب من مبارك التنحي بسبب ضغط موقع تويتر الذي يكشف كل الحقائق المخبأة.

ولكن مصر حجبت الانترنت، فغاب تويتر، وغابت الحقيقة، ولكن هناك دوماً من يقدمون الحلول، الحلول دائماً يمكن ان تخلق في عالم السوشال ميديا.

اليكم ما حدث، بدأت شركات بريطانية بتزويد الانترنت عن طريق – الديال اب – للمصريين عن طريق اتصالهم بارقام خارجية، ومن ثم جائت جوجل بالخبر الصاعقة، حيث قدمت للمصرين ارقام تلفونية يتصلون عليها، فينطقون بالجملة، فتقوم تكنولوجيا معينة بتحويل الصوت الى نص وتبعث هذه الجملة الى موقع تويتر.

أفراد الشعب ينقلون الثورة الى خارج مصر
انظروا الى كمية الصور ومقاطع الفيديو الناتجة عن الثورة المصرية، كلها قام بتصويرها افراد عاديين، ومن ثم "رفعوها" على يوتيوب وفيس بوك (يجدر الذكر هنا بأن الفيديو يمكن أن "يرفع" على يوتيوب وبنفس الوقت ينشر على فيس بوك وتويتر) هذه الفيديوهات والصور جعلتنا في قلب الحقيقة، ما حدث من جرائم شاهده العالم اجمع.


الثورة من غير فيس بوك وتويتر ويوتيوب
تخيلوا لو ان فيس بوك وتويتر غير موجودين، هل تعرفون ما هو السنياريو الذي كان سيحدث في مصر؟
انا اجيبكم، الحكومة تمنع جميع المحطات الفضائية من البث، ثم تقوم بقتل الشعب وتدفنه جماعياً، حتى يموت من الخوف من تبقى على قيد الحياة، ويعود ليختبىء في بيته، فتجهض الثورة قبل ولادتها.

بسبب فيك بوك وتويتر هرب بن علي، وبسببهما استطاع المواطن المصري ان يسب مبارك في وسط ميدان التحرير ليسمعه ويراه العالم اجمع، والعرب اجمع، لتدب في اوصالهم الشجاعة وتمتد الاحتجاجات الى الاردن واليمن.

فيقوم الملك الاردني باقالة الحكومة وتصليح الاوضاع قبل ان يثور شعبه ويهرب ويذهب ماء وجهه كما حصل مع بن علي، وتنتهي الاحتجاجات في اليمن بدون أي اصابة، لأن الحاكم يخاف أن يضرب شعبه فينفضح أمام العالم اجمع مثلما حصل مع مبارك.

أرجو أن أكون قد وفقت بشرح استخدام الثورة لوسائل الاعلام الاجتماعي من الناحية التقنية ومن الناحية المنهجية.

تصبحون على وطن

Tuesday, August 17, 2010

مستشفياتنا،،،مكان ملائم للموت





اليوم فجراً، جاءتني نوبة “كلى”، اجتاحني الألم في وقت غير مناسب، تحاملت على نفسي، قدت سيارتي وتوجهت الى احد المستشفيات “الخاصة” في رام الله، طوال الطريق والألم يقتلني وأنا أصبّر نفسي بتخيّل المستشفى والاهتمام الذي سأحصل عليه من الطبيب فور وصولي، حيث تخيلت انكباب الطبيب علّي وسؤالي عن الاعراض التي اعاني منها وما هي الادوية التي اتناولها.

وصلت المستشفى “فكذّبت المية الغطاس”، لم أجد أحدأ اتكلم معه، الكل مختفي أو نائم، وكأنما وجبة السحور قد سحرتهم، أو لربما قام احد ابطال افلام الرعب بقتلهم واحداً تلو الآخر وخبأ جثثهم في سراديب المستشفى فلا “حس ولا خبر” لأحد.

بعد مسيرة بحث ومناداة “صياح” يقوم موظف الاستقبال من نومه ويسجل اسمي ويعدني بقدوم الدكتور، طبعاً حتى لا اضيع وقتي الثمين ينصحونني “عشان كله يكون في السليم” بإجراء معاملاتي المالية مع المحاسب الذي يحتاج أيضاً لبعض التعويذات كي يستيقظ .

أنا أنتظر الطبيب بفارغ الصبر ولكن كليتي لا تتقن هذه المهارة – اقصد مهارة الصبر – أتلوى، أتألم، تذبل عيناي وسواد يقتحم الرؤية ومن ثم يحجبها.

عودة الى افلام الرعب، يُطِّل من آخر السرداب الموحش شخصاً يلبس البياض مشعاً بالأمل، وأخيراً انه الطبيب المناوب، الحمد لله “فرجت”

يقوم الطبيب بتلك الحركات الروتينية فتنصلح اموري والحمد لله بعد طول عذاب، اخرج من غرفة الطبيب فأجد موظف الاستقبال قد عاد الى نومه العميق – بحطش في ذمتي بس الله العليم لو رن التلفون اللي جنبه مش حيسمعه ولا حيرد عليه -

نزلت الى سيارتي وقدتها متجهاً الى بيتي، فبدأت ملايين السيناريوهات تتابع امام ناظري، ماذا لو كان المريض ابني وقد اختنق بشيء ما، هل سيبقى على قيد الحياة حتى قدوم الطبيب؟

ماذا لو كان أبي او عمي او جدي قد اصابته جلطة واتى للعلاج في هذا الوقت، هل سيلحقوه؟
ماذا لو كان نزيفاً جراء رصاصة، ماذا لو كان ارتجاجاً جراء سقوط ماذا لو كان ماذا لو كان….

اذا كانت هذامستشفى خاص فكيف هو حال المستشفيات الحكومية؟؟

واحسرتاه مرة اخرى على شعبنا المسكين المحاصر مهضوم الحق الذي لم يدرك حتى الآن بأن نصره منوطٌ بإخلاصه لوظيفته وشعبه اولاً وبباقي الامور ثانياً

بقلمي: صالح دوابشة بعد أن قصّها علي أحد أصدقائي

Thursday, August 5, 2010

الوطنية موبايل،،، مستواها التسويقي لا يرتقي الى مستوى جودة خدماتها وتميزها

بقلم: صالح دوابشة

أعزائي هذا المقال يحتوي على اربعة أقسام مدرجة في الاسفل، بامكانكم اختيار القسم الذين تفضلون قراءته وبامكانكم أيضا قراءة جميع الاقسام مجتمعة في هذه الصفحة


لماذا الوطنية أفضل من جوال؟
هل حصة الوطنية موبايل في السوق الفلسطيني تتناسب طرداً مع مستوى جودة خدماتها واسعارها المنافسة؟
بعض المآخذ على الوطنية موبايل على صعيد التسويق والعلاقات العامة.
كيف يمكن تطوير الاداء التسويقي في الوطنية موبايل.


قبل ثمانية شهور قمت بنشر مقال بعنوان
"وطنية ام جوال،،، ايهما تختار" وقد نصحت قرائي حينذاك باستخدام الوطنية وترك جوال بناء على اسباب كثيرة ذكرتها في ذلك المقال، العديد من القراء اقتنعوا بكلامي واخذوه على محمل الجد وقاموا بالتحويل من جوال لوطنية، ولكن بعضهم بعث لي رسائل على الفيس بوك وعلى الاميل في الآونة الاخيرة قائلين بأن شركة الوطنية لم ترضهم حقاً كما وعدتهم انا في مقالي وان الوطنية لا تتميز بشيء عن جوال وانهما سواء.

لذا كان حرياً بي أن أبحث عن سبب شكوى هؤلاء الاشخاص ووصفهم بان الوطنية وجوال سيّان رغم تأكدي من أن الوطنية افضل.

لذا دعوني اقدم لكم هذا المقال الذي يعتمد على استبيان قمت بنشره عبر فيس بوك وتويتر وخدمة الاميل حيث اجاب عليه مئة شخص، كما يعتمد المقال على صور ومعلومات مأخوذة من موقع وطنبة وموقع جوال.

لماذا الوطنية أفضل من جوال؟
الوطنية أفضل:إن المتتبع لمسيرة جوال منذ بدئها يدرك تماما بأن الانجاز التقني الذي حققته الوطنية قبل اتمامها سنتها الاولى يفوق باضعاف مضاعفة الانجاز التقني الذي حققته جوال في سنواتها الأولى من ناحية مساحة التغطية، وجودة الاتصال والتجوال الدولي.


    أسعار مكالمات الوطنية موبايل اقل من اسعار جوال " وهذا مثال لمقارنة اسعار برنامج كلماتي من الوطنية وكرتك من جوال"
الرجاء الضغط على الصورة لرؤيتها بشكل اكبر وأوضح


لاحظ ان سعر الدقيقة من وطنية لجوال هو نفس سعر الدقيقة من جوال لجوال = 49 اغورة بينما سعر الدقيقة من جوال لوطنية هو 65 اغورة.

•    خدمات الوطنية خدمات مقنعة ومريحة أكثر بكثير، وأضرب مثالاً على هذا خدمة سوا من الوطنية وخدمة دردش التي تقابلها من جوال حيث تعتمد كل من الخدمتين على اجراء مكالمات وبعث رسائل نصية لارقام مختارة مسبقاً بتكلفة اقل من التكلفة الطبيعية:
o    خدمة سوا من الوطنية موبايل:تكلفة الدقيقة على الارقام المختارة 6 اغورات في جميع الاوقات وتكلفة الرسالة النصية ايضاً 6 اغورات.
o    خدمة دردش من جوال: تكلفة الدقيقة على الارقام المختارة 39 اغورة في الوقت العادي و 19 أغورة يوم الجمعة فقط وسعر الرسالة النصية 16 اغورة
o    تكلفة الاتصال على الارقام "الوطنية" خارج الشبكة المختارة في خدمة سوا هي نفس التكلفة المفروضة على مستخدمي الوطنية بشكل عام، في حين ان تكلفة الاتصال على الارقام "ارقام جوال" خارج الشبكة المختارة في خدمة دردش أغلى من تكلفة المكالمات المفروضة على مستخدمي جوال بشكل عام

 

بهذه الأمثلة البسيطة أكون قد أثبت بأن استخدام الوطنية موبايل أفضل بكثير من ناحية السعر "لقد تناولت فقط برنامج الدفع المسبق لانه اكثر رواجاً، الرجاء أن تضيفوا الى معلوماتكم بأن اسعار برامج الفاتورة المقدمة من الوطنية موبايل اقل تكلفة من تلك المقدمة من جوال وتمتاز برامج الفاتورة المقدمة من الوطنية موبايل بالمرونة والتلكلفة تقل كلما كانت مدة مكالماتك اطول، للتاكد من هذا بمكانكم زيارة موقع الوطنية"

هناك امور أخرى من شأنها ان تؤثر على قرار المستخدم اي شركة يختار مثل مناسبة العروض والحملات لكل فئة من فئات المستخدمين، وتعدد الخدمات المقدمة في الحزمة الواحدة، والمحفزات والمفاجآت والسحوبات، ولكنني ركزت هنا على السعر لأنه العامل الاهم في ثقافتنا.

هل حصة الوطنية موبايل في السوق الفلسطيني تتناسب طرداً مع مستوى جودة خدماتها واسعارها المنافسة؟
لإجابة هذا السؤال قمت باجراء استبيان حول الموضوع وقد أجاب على الاستبيان مئة شخص، 79% منهم يعيشون في رام الله و 96% منهم تتراوح اعمارهم بين 18-32 سنة أي طلاب جامعات وموظفين في مستواهم الاول او المتوسط.

اربعة من مئة هم مستخدمي وطنية فقط، 52% مستخدمي جوال فقط، و40% مستخدمي وطنية وجوال في آن واحد،


الرجاء الضغط على الصورة لرؤيتها بشكل اكبر وأوضح




أي أن حصة الوطنية موبايل في السوق هي 4% وحصة جوال 52% وتتشارك الشركتان في حصة قدرها 40%.



ربما تتسائل عزيزي القاريء قائلاً اذا كانت خدمات الوطنية اكثر جودة وعروضها وحملاتها مريحة ومقنعة اكثر فلماذا ما زالت حصتها في السوق متدنية؟

ربما يقول البعض بان نسبة الوطنية ليست متدنية فهناك 40% يستخدمون الوطنية وجوال في آن واحد، هنا يظهر تساؤل آخر: لماذا هناك 40% يستخدمون خدمات الشركتين؟ لماذا لم يختاروا شركة واحدة؟ لماذا لا يختارون الوطنية بما انها افضل واقل تكلفة؟


لذا سألت السؤال التالي:•    اعتماداً على معلوماتك المسبقة وبشكل عام فإن
o        اسعار الوطنية اقل تكلفة
o        أسعار جوال اقل تكلفة
o        بصراحة لا اعرف

وقد كانت الاجابات كالاتي: 49% قالوا بانهم يعرفون بأن اسعار الوطنية موبايل اقل تكلفة، و 12% قالوا بان اسعار جوال اقل، و 39% قالوا لا يعرفون.

الرجاء الضغط على الصورة لرؤيتها بشكل اكبر وأوضح



التساؤل الاول لماذا النصف لا يعرف بان مكالمات الوطنية اقل تكلفة؟
التساؤل الثاني: ذلك النصف الذي يعرف بأن الوطنية موبايل اقل تكلفة لماذا لا سيتخدم الوطنية موبايل فقط؟


التساؤل الأول يؤكد بأن الجهد التسويقي لشركة الوطنية موبايل لم يستطع حتى الآن أن يوصل هذه المعلومة لنصف مستخدمي خدمات الهاتف النقال في الضفة الغربية، لذا عليهم أن يبحثوا عن الوسائل التي لم يعتمدوها حتى الآن وان يطورورا الوسائل المعتمدة حالياً

اما التساؤل الثاني فقد حيرني فعلاً فقمت بعمل مقارنة وربط بين السؤالين التاليين:
•    اعتماداً على معلوماتك المسبقة وبشكل عام فإن:
o    تكلفة الوطنية اقل.o    تكلفة جوال اقل.
o    لا اعرف.

•    الرجاء اختيار الجملة التي تصفك تماما؟
o    مستخدم وطنية فقط.
o    مستخدم جوال فقط.
o    مستخدم وطنية وجوال في آن واحد.

 وقد اخذت من السؤال الأول فقط المستخدمين الذي اجابوا بأنهم يعرفون بان تكلفة مكالمات الوطنية اقل من جوال، وقد توزعوا على النحو التالي 40% منهم مستخدمي جوال فقط، 47% مستخدمي جوال ووطنية في آن واحد، و 8% مستخدمي وطنية فقط.

لماذا الغالبية العظمى "من الاشخاص الذين يعرفون بان تكلفة مكالمات الوطنية اقل" ما زالوا يستخدمون جوال؟



لأن هذه المفاجأة لم تكن لتخطر ببالي فلم يكن هناك سؤال في الاستبيان يبحث عن هذا السبب لذا قمت بسؤال بعض الاصدقاء، فكان جوابهم انهم لا يستطيعون الاستغناء عن شريحة شركة جوال، اخبرتهم بأن هناك خدمة "رقمي الجديد"، بعضهم قالوا لا نعرف هذه الخدمة والبعض الاخر قالوا "شفناها عالويبسايت بس مفهمناش اشي"

وبعد البحث والتقصي وجدت بان كلامهم صحيح:أولاً الدعاية لهذه الخدمة غير واضحة على بانر الموقع "وهي نفس الدعاية على الصحف" حيث ان الدعاية كالتالي:

الرجاء الضغط على الصورة لرؤيتها بشكل اكبر وأوضح



حتى بعد الضغط على البانر فانك تذهب الى صفحة تشرح كيفية تفعيل هذه الخدمة والاستفادة منها وللكن للاسف الشرح يجعل الامور اكثر تعقيداً، شاهدوا بأعينكم:
الرجاء الضغط على الصورة لرؤيتها بشكل اكبر وأوضح




إن الابداع في ابتكار خدمات وعروض وحملات رائعة لا يكفي تسويقياً، بل أن ضمان وصول هذه الخدمات والعروض الى كافة مستخدميها الحاليين والمحتملين هو من اهم الامور التي على دائرة التسويق أن تتاكد من تحقيقها.

هذا هو السر في زيادة حصة الشركة في السوق، الحصول على رضى المستخدمين الحاليين وكسب مستخدمين جدد عن طريق الخروج بحملات وعروض رائعة وايصالها للجميع. وقد سألت في الاستبيان حول هذا الموضوع لقياس مدى نجاح دائرة التسويق في توصيل خدمات الشركة وعروضها للناس، فوضعت جميع خدمات الوطنية "او معظمها" كخيارات وسألت مجيبي الاستبيان فيما اذا كانوا قد سمعوا بها او لا؟

للأسف الخدمة الوحيدة التي زادت فيها اجابة "نعم سمعنا عنها" عن اجابة " لا لم نسمع" هي خدمة سوا، اما باقي الخدمات فكانت نسبة الاشخاص الذين لم يسمعوا بها اكثر من نسبة الاشخاص الذين سمعوا بها.

الرجاء الضغط على الصورة لرؤيتها بشكل اكبر وأوضح





لاحظوا ان نسبة الاشخاص الذي سمعوا عن خدمة "رقمي الجديد" هي فقط 28%.


ماذا عن رعايات الوطنية ومسؤوليتها الاجتماعية؟
لإيماني بإن قرب اي شركة من الشعب وقيامها بمسوؤليتها الاجتماعية على الوجه الاكمل وتطبيقها للقواعد الذهبية في العلاقات العامة من سأنه أن يزيد من مبيعاتها وحصتها في السوق قررت أن أبحث في هذا الامر، فسالت سؤالين:
الاول: هل شاهدت كليب اغنية كأس العالم 2010 التي انتجتها الوطنية موبايل؟


الاجابة: 72% لم يشاهدواالاغنية.

الرجاء الضغط على الصورة لرؤيتها بشكل اكبر وأوضح



الثاني: الرجاء ذكر حدث واحد او مسابقة واحدة قامت الوطنية موبايل برعايته/ها؟

40% لم يكونوا قادرين على ذكر حدث واحد او مسابقة واحدة، ونصف الذين استطاعوا ان يذكروا حدث واحد قاموا بذكر "رالي السيارات".

أعتقد بانه يجب على دائرة العلاقات العامة ان تبحث عن سبب شهرة رعايتهم لرالي السيارات، هل هو امر يهتم به الشعب كثيراً ام انهم استخدموا وسائل ناجحة في الترويج لهذه الرعاية؟

الرجاء الضغط على الصورة لرؤيتها بشكل اكبر وأوضح




بعض المآخذ التسويقية على الوطنية موبايل:




•    صراع في الصورة ومضايقة العقل اللاواعي للمشاهد: ركزوا في هذه الصورة على الشاب الذي يجلس على أقصى اليسار، دوره في الكلام غير مناسب لجو الصورة العام، حركة يده واتجاه كلامه وتعابير وجهه فيها تكلف.
o    هذا يعرف بالصراع في التواصل وهو يؤثر سلباً على العقل اللاواعي للمشاهد فينفر المشاهد من الصورة.
o    بما أن الصورة تسوق خدمة الرسائل فإنه كان بالامكان الخروج باكثر من فكرة افضل للصورة.




ملاحظة: فكرة الحروف المتطايرة رائعة جداً :)


    حساب الوطنية موبايل على تويتر مهمل جداً:
o    فقط 171 followers – لاحظ الدائرة السوداء.
o    مقاس الصورة غير مناسب لموقع تويتر- لاحظ الدائرة الحمراء.
o    الخلفية تحتوي على وردة بدل من ان تحتوي على لوغو الشركة – لاحظ الدائرة الزرقاء.
o    تحديث واحد لا غير في الرابع والعشرين من حزيران لسنة 2009 – لاحظ الدائرة البرتقالية.

الرجاء الضغط على الصورة لرؤيتها بشكل اكبر وأوضح



    يجب ان يكون هناك اهتمام اكبر في ال "Social Media" فهي الثورة الجديدة في عالم الاعلام والاعلان، انظر الى الفيس بوك مثلاً، إنه في كل بيت وكل مكان، الناس في فلسطين يتحدثون عن الفيس بوك اكثر من أي شيء أخر، لا يوجد هناك حديث في مدرسة او جامعة او كوفي شوب او في الشارع الا وكان الفيس بوك جزءاً منه.

الفيس بوك ليس موقعا لتقاسم الصور وحالتك النفسية فقط، فيس بوك هو وسط مناسب جداً لتبادل المعلومات والاخبار، وهو وسط تسويقي مجاني ان استخدم بشكل ابداعي فانه سيفوق اي وسط تسويقي/دعائي آخر.

كمثال صغير، هل رأيتم دعاية بيبسي في كأس العالم، تلك الدعاية التي يشكل فيها الافارقة ملعباً بشرياً متحركاً؟ "الكليب محمل على يوتيوب والفيس بوك هو مكان نشره"



 معظمنا شاهدها، معظم سكان الكوكب شاهدوها، ولم تدفع شركة بيبسي سنتاً واحداً لنشرها، فلتبدأ الوطنية موبايل بالتفكير بانتاج فيديوهات تسويقية لمنتجاتها بطريقة مرحة وذكية يعجب بها المشاهد، فيضغط على كبسة "Share" حتى قبل ان ينتهي من مشاهدة الفيديو.

مع أني متأكد من أن قسم التسويق في الوطنية موبايل مدركون لهذه الحقيقة إلا انني اتعجب عندما أجد رابط الانضمام الى الفيس بوك او تويتر الخاص بهم موجود في صفحة داخلية فقط وغير موجود على الصفحة الرئيسية وليس موجود في صفحة العروض والخدمات. لاحظ المربع الاحمر في الصورة.

الرجاء الضغط على الصورة لرؤيتها بشكل اكبر وأوضح



اذا دخل مستخدم للموقع وقرأ عن خدمة رقمي الجديد وأحب ان يخبر اصدقائه عنها، هل تنتظرون منه ان يكلم أصدقاءه هاتفياً ليخبرهم عن هذه الخدمة؟
طبعاً لا لن يفعل ذلك، أنتم أيها الوطنية موبايل من يجب عليكم أن تساعدوه، ضعوا زر لمشاركة هذه الخدمة مباشرة من مكانها في الموقع الى فيس بوك وتويتر.

•    عند ضغطك على كلمة "رعايات" الموجودة في الصفحة الرئيسية تنتقل الى صفحة الرعايات التي تذكر بشكل مقتضب "الرعايات السابقة والمستقبلية" للوطنية موبايل ولا تنتقل الى صفحة الرعايات السابقة الرئيسية، ولا يخطر في بالك ان تضغط على رابط الرعايات السابقة "اعلى اليسار" لتنتقل الى الصفحة الرئيسية للرعايات السابقة:
o    الرعايات السابقة والمستقبلية في الدوائر الزرقاء يجب ان تكون روابط.
o    لاحظ ان رابط الرعايات السابقة في الدائرة السوداء، لاحظ بأنها لا تلتفت انتباه العين فيظن المتصفح بان رعايات الوطنية هي فقط ذلك الشرح المقضتب في اسفل الصفحة.

الرجاء الضغط على الصورة لرؤيتها بشكل اكبر وأوضح





يجب ان تحتوي صفحة الرعايات على فيديوز وصور ونصوص تصف الحدث الذي رعته الوطنية موبايل، و يجب ان يكون هناك زر لنشر هذه الصور والفيديوز والنصوص مباشرة من موقع الوطنية الى فيس بوك وتويتر.



ملاحظة مهمة: قد يسأل احدهم قائلاً: " انت شايف الشعب داخل طالع عالويبسايت عشان يقراً عن خدمات الوطنية ويعملهم شير؟" اجاباتي بكل تواضع، بغض النظر ان كان هناك عدد كبير من الناس يدخلون الموقع او لا، يكفي أن يدخل الموظفين الى الصفحة ويقوموا بنشر هذه الخدمات من الموقع الى الفيس بوك الخاص بهم، ان كان هناك 300 موظف في الوطنية، ومنهم 200 مستخدم فيس بوك، و 150 شخص قاموا بنشر خدمة او حملة او فيديو أو صورة فإن 15000 شخص سيشاهدوا هذا الفيديو "على فرض ان معدل عدد الاصدقاء عند كل منهم هو 100 شخص".
أين نجد وسيلة دعائية في فلسطين تستطيع الوصول الى هذا العدد من الناس في هذا الوقت السريع ومن دون تكاليف؟











كيف يمكن تطوير الاداء التسويقي في الوطنية موبايل

أولا: مقابلات مع جميع الطاقم والتأكد من أن كل شخص مناسب لمكانه وان عملية توظيفه كانت نزيهة وشفافة، لأنه يبدو بان مرض الواسطة والمحسوبية قد تسرب الى الوطنية موبايل منذ يومها الأول، وانتشر هذا المرض بشراسة لأن المسؤولين أجانب "وبعرفوش لدواوين العرب".
اتوقع بان CEO  الجديد لن يغفل عن هذه النطقة المهمة فقد كان مديراً لحدى الرشكات الاردنية وهو ابن البلد "اهل مكة ادرى بشعابها"

ثانيا: ابتكار طرق جديدة للخروج بافكار حملات ابداعية، وطرق توصيل ابداعية.
فمثلاً، لماذا لا يكون هناك غرفة كبيرة في الشركة، مطلية جدرانها بالالوان الفرايحية والمريحة للعين والتفكير، تتوزع الاضاءة فيها والنظام الصوتي بشكل جميل، وتنشر الكراسي المختلفة والمتعددة، مثل الكرسي العادي، والكرسي المتحرك، والكرسي الاسفنجي والكرسي القابل للمد، وتسمى هذه الغرفة بغرفة الابداع.
يدخل هذه الغرفة فريق التسويق وكل من يهوى الجديد والغريب من موظفي الشركة – ان كان وقته ومديره يسمح بذلك- ، يجلس كل على الكرسي الذي يناسبه.
مدرب دراما يعطي تمارين للفريق بحيث يتخصلوا من الطاقة السلبية الموجودة لديهم وتنشيط طاقتهم الايجابية.
ومن ثم ميسر الجلسة يأخذ القيادة ويطرح سؤالاً واحداً مثل: ما هي اسوأ خدمة يمكن ان تقدمها الوطنية موبايل للمشتركين؟
ويبدأ الفريق بالتفكير بأكثر الخدمات جنوناً وسوءاً، لا تتعجبوا ان خرجوا بعد نهاية هذا النقاش بأفضل خدمة يمكن ان تقدمها الوطنية موبايل لمشتركيها.

ثالثاً: الانتماء لشركتك يبدأ من فناء بيتك "it all begins in your own backyard"
هذه مقولة معروفة تصف كيفية تحقيق شعور الانتماء والولاء عند المشتركين، حيث يجب عليك أولاً ان تحصل على ولاء موظفيك، أن تتأكد من راحتهم وحبهم لعملهم، أن يؤمنوا بأن نجاح الشركة هو نجاحهم،  وليس ان يكون الموظفين من هؤلاء الذي يلتزمون بساعات الدوام فقط من احل تحصيل الراتب اخر الشهر ويقومون بعملهم كيفما اتفق "كيف ميجي ييجي".

رابعاً: لماذا؟يجب ان يعرف التقنيين لماذا يعملون على تطوير هذه الخدمة وكيف ستفيد المستخدمين، يجب ان يعرف موظفي التسويق الصغار لماذا تم اعتماد هذه الخطة التسويقية من قبل المسؤولين الاعلى منهم، يجب ان يعرف الجميع لماذا هو يفعل ذلك، ليس لأن المسؤول أمره بذلك.

خامساً: بعض الافكار التي خطرت في بالي أثناء كتابة المقال:
ملاحظة مهمة: هذه الافكار ملكية فكرية لصاحب المدونة ولا يجوز لأي شركة استخدام اي من هذه الافكار الا بعد اخذ اذن خطي او الكتروني من صاحب المدونة.
الشركة الوحيدة التي بامكانها استخدام هذه الافكار من دون الرجوع الى صاحب المدونة هي الوطنية موبايل لان المدون خرج بهذه الافكار اثناء كتابة هذا المقال عن الوطنية موبايل.

•    شارك الوطنية ارباحها: هل انت مستخدم وطنية؟ هل انت راضٍ عن خدماتنا؟ اذا كانت الاجابة نعم قم باخبار اصدقائك عن خدماتنا واقنعهم بشراء شريحة وطنية موبايل، وتأكد من ان يقوموا بذكر اسمك ورقمك عند شرائحهم الشريحة لتشاركنا ارباحنا، حيث سنقوم بارسال 5% من الرصيد الذي يشحنه صديقك الى رصيدك، كل مكتروا صحابك الوطنية كل مرصيدك زاد.

    حبايب الوطنية: هم مجموعة من الاشخاص الذي قاموا باقناع عدد كبير من اصدقائهم لاستخدام الوطنية موبايل بحيث يتم تكريمهم كل سنة او كل ستة اشهر مثلاً، التكريم يكون في حقل وعشاء فاخر واعلان اسماء الفائزين بالجوائز، امثلة على الجوائز:
o    اقنع 20 من اصدقائك باستخدام الوطنية موبايل وانبسط ليلتين في فندق الموفين بيك على البحر الميت في الاردن على حساب الوطنية موبايل.
o    اقنع 50 شخص والك منا رحلة العمر على شرم الشيخ

•    مفاجئات الوطنية:  يجب على الوطنية موبايل ان تقوم بمفاجئة مشتركيها بامور تفرحهم، عندها ستصبح مفاجئات الوطنية هي حديث الشارع، الكل يتحدث عن مفاجئات الوطنية، وهذا ما يعرف ب word of mouth  وهي الوسيلة التسويقية الاولى في تاريخ البشرية والتي لم تمت حتى الان بل وأنها اقوى من اي نوع وسيلة تسويقية/دعائية أخرى:


o    موظفة الوطنية:ألو مرحبا ممكن احكي مع صالح دوابشة،صالح: ايوا نعم انا صالح دوابشة اتفضلي-موظفة الوطنية: أنا سلمى من الوطنية موبايل وحابة اشكرك باسم الشركة لانك عم تستخدم خدمتنا للهاتف النقال بشكل كبير، احنا لاحظنا انك مشترك بمجموعة من خدماتنا ولاحظنا انك بتحكي مكالمات كتيرة عشان هيك حابين نعملك مفاجئة صغيرة وهي اشتراك مجاني لمدة اسبوع في مسبح ترايفتنس، صالح:طيب شكرا يختي بس كيف الاجراءات؟، الموظفة:بكل بساطة بتتفضل عنا على مقر الشركة في سطح مرحبا وبتسأل عن وحدة مفاجئات الوطنية وبتعطيهم اسمك ورقمك وهم بقوموا بباقي الاجراءات.


وبعد حين...تامر: الو صالح طالع اليوم عالقهوة؟ صالح: لا والله حبيبي مش طالع رايح اسبح في ترايفتنس تامر: ترايفتنس؟ ومن ايمتا اشكالك بتسبح بترايفتنس، طيب خليني اروح معك؟ صالح:حبيبي لما تصير مشترك وطنية موبايل بصير يطلعلك تيجي تسبح معي، تشاو.




o    موظف الوطنية: ألو مرحبا انا اسمي عمر وبحكي من شركة الوطنية موبايل، ممكن احكي مع سماح –سماح: اتفضل انا سماح- موظف الوطنية: سماح انتي لما شريتي شريحة الوطنية موبايل قبل ستة اشهر سجلتي انك طالبة في جامعة بيرزيت، حاب أسألك لساتك في بيرزيت؟ - سماح: نعم لساتني في بيرزيت، موظف الوطنية: ممتاز كتير، احنا حابين نفاجئك باشي حلو كتعبير عن شكر الوطنية موبايل لاستخدامك خدماتها والمفاجأة هي عبارة عن دفع مواصلاتك لمدة شهر كامل من رام الله لبيرزيت وبالعكس – سماح: كاش؟ - موظف الوطنية: لا مش كاش احنا في عنا اتفاق مع تكسي النجمة وفي تذاكر متعارف عليها بينا وبينه، انتي ما عليكي الا تيجي على مقر الشركة واستلام التذاكر.


وبعد حين...سماح تركب في التكسي وتقدم تذكرة للسائق، هبة صديقتها: شو من ايمتا عاملين تذاكر للتكسيات- سماح: هدول مش التكسيات اللي عاملينهم، الوطنية موبايل هي اللي عاملتهم- هبة: واديش التزكرة؟ يعني شو بتستفيدي؟ تخفيض؟ - سماح: لأ مش تخفيض، مجاناً، هدول هدية من الوطنية موبايل عشاني مشتركة بخدماتهم –هبة: والله يا هالوطنية موبايل كترت مفاجئاتك وصرنا نسمع فيها وين مكان، والله شكله هالايام اللي مش مشترك وطنية موبايل حتروح عليه.

    تحديد فئات المشتركين:   يجب أن تأخذ الوطنية موبايل المعلومات الديموغرافية الخاصة بكل مشترك، ليس فقط اسمه ورقم هويته، وانما عمره، ومستواه التعليمي، وظيفته، مكان سكنه وجنسه، هذا سيساعد الوطنية موبايل على انشاء قاعدة بيانات لكل مشتركيها وتقسيمهم الى فئات مختلفة بحيث تستهدف كل فئة حسب مناسبة الحملة/العرض/الخدمة لهذه الفئة. حملات للطلاب، حملات للموظفين، حملات لربات البيوت، حملات للسائقين، الخ. هذا يجعل كل مستخدم يحس بأن الوطنية حقاً تهتم لأمره.

    الاستراحة في اريحا: تخيل هذه الاعداد الهائلة من المغادرين والقادمين وانتظارهم الطويل خصوصا في فترة الصيف:
o    موظفي الوطنية موبايل يوزعون الماء والقهوة والشاي على الحشود المنتظرة في السيارات حتى تفتح الاستراحة ابوابها "من الساعة الثالثة وحتى العاشرة صباحاً"
o    يرافق هذا طبعاُ توزيع فلايرز عن خدمات الوطنية، "الناس قرفانة ومش لاقية اشي تسويه خليهم يقضوا وقت وهم يقرؤوا الفلايرز"
o    يجب ان تمتليء قاعة الاستراحة ببوسترات الوطنية وخدماتها وتمنيات الشركة للمغادرين برحلة آمنة ومريحة وللقادمين الحمدلله على السلامة.

    الوطنية موبايل تأخذ وكالة جهاز الاي فون حصرياً: لمعلوماتكم فقط، هناك شركتين كبيرتين في امريكا في عالم التلكوم، ايه تي ان تي وهورايزون، خدمات هورايزون افضل ولكن ايه تي ان تي لديها وكالة حصرية لبيع جهاز الاي فون فاعطاها هذا ميزة تنافسية قوية جداً


Thursday, July 22, 2010

الجسر،،، مهانة وهزيمة

اضطررت يوم الثلاثاء للذهاب الى الاردن لانجاز امر عائلي، وكان من المفروض ان اعود في نفس اليوم، ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.
ولأن هذه التجربة كانت سيئة جداً وازعجتني قررت الكتابة عنها، علي أفضفض عن الساعات الطويلة التي قضيتها على الحدود.
انطلقت من رام الله الساعة الخامسة صباحاً لأصل الاستراحة - الجانب الفلسطيني للحدود - الساعة السادسة صباحاً فتفاجأت بصف طويل من السيارات المنتظرة للدخول، بعد ساعتين وأخيراً دخلت الاستراحة وحصلت على رقم 827،المهم بعد طول انتظار ركبت في الباص، تحرك الباص وقلت انا "فرجت".
ولكن المفاجأة كانت عند الجانب الاسرائيلي حيث انتظرنا ما يقارب الاربع ساعات وذلك لأن 35 حافلة من معتمري فلسطينيي ال 48 قد تم تحويلها من جسر الشيخ حسين الى جسر الملك حسين، ولأن موظفي الحدود الاسرائيليين قد أضربوا وقرروا عدم العمل حتى يتم تنفيذ مطالبهم.
وصلت الجهة الاردنية وتم اخباري بأنه لا يمكن أن اعود في نفس اليوم لان المغادرة من الجهة الاردنية قد توقفت، ولا سبيل لدي الا الذهاب الى عمان والانتظار لليوم التالي.
وهكذا كان، ولكن طريق العودة لم تكن طبيعية أبدا، حيث كان يتوجب علي ان اصل الحدود الاردنية الساعة الثانية صباحاً لاضمن بأن "الحق دور" للسفر الى فلسطين.
انتظرت من الساعة الثانية صباحاً حتى السادسة في السيارة في منطقة الاغوار الاردنية، وهذه بحد ذاتها تجربة مقرفة جداً على الصعيد الجوي والنفسي.
الساعة السادسة بدأ الموظفون الاردنيون بادخال السيارات، دخلنا الحدود الاردنية، نزلنا من السيارات وبدأ الشعب الفلسطيني الرائع بالركض والمدافعة
الدور طويل، والانتظار اطول، والعجيب ان الجميع يدافع الجميع، ويقللون المسافات الفاصلة بينهم حتى يلتصقون ببعضهم البعض مع ان الاردنيون لم يبدأوا بادخال احد الى القاعة الرئيسية للمسافرين حتى الان. 
أشخاص يدخلون بالدور لإنهم ربما يعتقدون بأنهم افضل من الاخرين وبانه يحق لهم ان يأخذوا دور الغير.
شخص كبير في العمر "ختيار يعني" ينحني لينزل تحت المواسير الحديدية ليصبح في اول الصف ساحقاً بهذا التصرف حق اكثر من الف مواطن ينتظرون في الصف منذ ساعتين، وساحقاً بذلك احترامه لنفسه واحترام الاخرين له.
ولكن "الازفت" من هذا، انه حين تجمعنا للحصول على التذاكر، اخذ "هذا الختيار" بمدافشة الاخرين واتهمني بانني لست في الدور مع العلم أنني قبله في الصف ووصلت قبله عند شباك التذاكر، غضبت جداً ولكنه اكبر من أبي فماذا عساني افعل غير أن اقول له "الله يسامحك يا حج، يعني اخدت دور الناس وكمان بتتهم فينا انه مش ماشيين عالنظام؟"
داخل القاعة كل شخص يحصل على رقم، ولكن ليس الكل ينتظر رقمه، فتجد شخص قد حصل على رقم 250 ولكنه يذهب الى الشباك ويقدم جواز سفره ليتم فحصه وختمه قبل الاشخاص الحاصلين على رقم 150، يعني بكلمات اخرى، غش وخداع من اجل اخذ حق الاخرين، هو افضل من الاخرين لذلك يجب عليه ان يستثمر كامل قوته وشره لتجاوزهم.
فوضى في دخول الباصات، صراخ وصياح، مدافعة بين الرجال والنساء، والكل يحاول اخذ دور الاخر، والمضحك بأن بعض الاشخاص عندما ياخذوا دورك يدخلون في الصف امامك دون النظر اليك وكأنك غير موجود أصلاً، اشي مش طبيعي.
انتظار في الباصات حتى تسمح الجهة الاسرائيلية بدخول الباصات، طبعا الجهة الاسرائيلية لا تسمح بهذه الفوضى، فتبقي الجميع منتظرين في الباصات ولا تدخل الا باص باص، حتى لا تعم الفوضى في منطقتهم، هم شعب منظم لذلك هم منتصرون، ونحن شعب فوضوي لا يعترف اي منا بحق الاخر لذلك نحن شعب "بنخزي".
في احد مراحل السفر كانت امرأة تأمر اولادها بالدخول بالصف "وبالمحاشرة"، طبعاً عندما يكبر هؤلاء الاطفال ستكبر معهم هذه العادة، فالفوضى في الصغر كالنقش في الحجر.
كنت اتوقع ان نكون رحيمين مع بعضنا البعض، لأننا نهان في رحلة السفر هذه على جميع الاصعدة ومن قبل جميع الاطراف، ولكن يبدو بان هذه الكمية من الإهانة لم تكفينا، فقررنا ان يدوس كل منا على الاخر حتى نهان اكثر.
أن تعتقد بانك افضل من الاخرين، ويجب عليك الدوس عليهم مع انك انت وهم تحت نفس المهانة هو امر جلل والله ولا ينبىء بخير أبداً.
أعزائي أبناء الشعب الفلسطيني، يجب ان لانتهم العدو بأنه يجثم فوق صدورنا فنحن أثقل منه على صدور بعضنا البعض، ويجب أن لا نطلب من الدول العربية أن تشعر بنا وتساعدنا قبل أن نسعر مع بعضناالبعض، وكفانا لعنةً للفرقة التي بيننا فنحن من زرعنا بذورها في قولب وعقول اطفالنا.
ملاحظة: بالنسبة لجماعة حملة كرامة، طيب الله جهودكم ولكن هناك شوط طويل يجب ان نقطعه في تعليم انفسنا النظام وكيف نحترم انفسنا قبل ان نطالب الجهات الاخرى باحترامنا.
صالح دوابشة 22-7-2010

Monday, July 5, 2010

حادث سير عالخفيف



اليوم الساعة السابعة مساءً غادرت مقر عملي مسرعاً أسابق الوقت كي أصل الى ندوة ثقافية في وسط مدينة رام الله - بجانب عمارة النتشة - حيث يلقي معن سمارة بعضاً من كتاباته، ومن ثم يلقي احمد الاشقر بعضاً من قصائده من ديوان مخاض الفراغ، لينقده أدبيا الدكتور الشاعر عبد الرحيم الشيخ، ويتخخل هذه الفقرات عرض مقطوعات موسيقية رائعة يعزفها صديقي سائد كرزون واخواه محمد واحمد وصديق لهم.

اوقفت فورد فور- يعني سيارة سرفيس تحمل سبع ركاب من طراز فورد-  برتقالي اللون ليوصلني الى البلد، ركبت،دفعت شيكلين، استأنف الفورد مسيرته، وسلك طريق سليم أفندي

وما ان وصلنا اشارات مفرق مسجد العين حتى وجدنا سيارة شحن لتعليم السياقة تسد الطريق، تزمير، شتائم، زفرات، وأخيراً رجعت السيارة الشحن الى الوراء وأخلت الطريق، وقد كان سائقها يلقي بعض الكلمات من نافذته وهو يدير مقودها ولكن دون ان نفهم ماذا قال

استأنف سائق الفورد المسير مرة اخرى لنجد سيارتين، واحدة مرسيدس والاخرى اوبل قد توقفن في عرض الطريق، لا سائق في مقعده ولا محرك يدور ولا يوجد نية للتحرك



حادث سير، ولكن الحمد لله سليمة والضربة خفيفة

وكما تعلمون، اذا ما حصل حادث سير فان السيارات لا تتحرك من مكانها حتى قدوم الشرطة

واستنى يلي بتستنى

الحادث على مفترق طرق، الازمة في ازدياد، السيارات بدأت بالرجوع لتتخذ مسلكاً آخر، ولكن سائق الفورد الذي انا فيه فضل أن يرفع الهاند بريك وينزل من السيارة ليشارك في الزيطة


Thursday, July 1, 2010

شهية الكتابة في الغربة…ماذا عن الوطن؟



اليكم أصدقائي تدوينة بسيطة ولدت في تفكيري منذ زمن وقد حان موعد ولادتها الان بعد قراءة موضوع صغير لصديقي “متشرد” بعنوان شذرة
لطالما أحسست بتلك الشهية الغريبة للكتابة كلما خرجت خارج رام الله او خارج فلسطين.
في سوريا أشتهيت كتابة كل شيء حتى أنفاسي عندما تتسارع في دمشق القديمة لعظم جمالها، حتى سخطي على سائقي المكروهات، حتى ليل الشام الموحش الخالي من كل شيء الا القطط، حتى أنني اشتهيت كتابة طعام الشام بقدر اشتهائي لأكله.
في دبي كانت شهيتي اقل نوعاً ما، ولربما يعود السبب الى تلاشي كل ما هو طبيعي في تلك البلد، فكلها مصنوعة مصنوعة، حتى البشر تحولوا الى ماكنات مصنوعة، فتراهم يروحون الى العمل صباحاً يبدؤون العمل دون انقطاع حتى اذا جاء المساء يلجؤون الى أريكة ومسلسل تلفزيوني، ذلك الوحش الروتيني أفقدهم شجاعتهم وقضى على متعتهم وفرحهم خلال ايام الاسبوع، ولكن الحق يقال، بعضهم يتمرد على هذا الوحش فقط في نهايات الاسبوع.
في شرم الشيخ انشغلت حقاً في كل شيء حولي، بحر وصحراء وأصدقائي – بمن فيهم ضياء رحمه الله- اشتهيت الكتابة ايما اشتهاء ولكن الوقت لم يكن يسمح للكتابة، وبالرغم من ذلك ما زلت حتى هذه الساعة تنهشني رغبتي بالكتابة عمّا حصل هناك خصوصا بعد وفاة ضياء رحمه الله، لقد شاركني ضياء غرفتي في ذلك الفندق الهاديء في شرم الشيخ.
مؤخراً، قضيت وقتاً طويلا في السويد في ثلاث مدن مختلفة كل واحدة تختلف عن الأخرى، كتبت الكثير ولكن لم انشر شيئاً حتى الآن، ربما لأنً جل ما كتبته كان يعبر عن انطباعات واحاسيس خاصة تعود الى دائرتي المغلقة، المهم أنني اشتهيت الكتابة هناك أيضاً.
أفكر الآن، لماذا نشتهي الكتابة ونحن خارج بلادنا، كل شيء نراه نحب وصفه واخبار اهلنا واصدقائنا عنه، وسائل النقل، الاماكن والمتنزهات العامة، الطعام، الناس، العادات، الحقوق، التعامل، التكنولوجيا، التراث، وغيره غيره الكثير.
لماذا لا نحس بهذه الشهية في بلادنا، لماذا لا نكتب عن جبالنا واشجارنا، لماذا لا نصف تلك المواقف اليومية التي – بسبب تكرارها – اصبحت عادية، مع أنها ذات قيمة عالية، لماذا لا نكتب عن تلك المشاعر التي تختلجنا عند سماعنا خبر يتحدث عن ظالم، او خبر يتحدث عن قصة نجاح، او انتهاك لحقوق شخص وانصاف آخر، لماذا لا نكتب كيف نرى السياسة والساسة حولنا، لماذا لا نكتب عن أصدقائنا الذي نقضي معظم وقتنا معهم، لماذا لا نكتب عن تلك الامكنة التي نرتادها بشكل مستمر، لماذا لا نكتب عن تلك الحواجز “الاسرائيلية” التي أخذت مجرى الدم في عروقنا، لماذا لا نكتب عن تضحية اهلنا من اجلنا، لماذا لا نكتب عن دمعات امهاتنا يوم نتائج التوجيهي ويوم تخرجنا من الجامعة وأيضاً يوم زفافنا؟
أصدقائي، الامر بسيط جداً، ولا يحتاج لتعقيد او لخبرة كبيرة، كل ما نحتاجه هو نصف ساعة ندق فيها ازرار لوحة المفاتيح، لنكتب عن شخص، حدث او شعور، ثم نضع هذه الفقرات الصغيرة القليلة التي كتبناها على الفيس بوك او على مدونة بسيطة ونطلب من بعض اصدقائنا قراءتها، ومن ثم محركات البحث ستقوم بالباقي حيث ستوجه كثيراً من متصفحي الشبكة الى كلماتك التي اصبحت الان عالمية بعد ان كانت سجينة لحظات تفكيرك بها، هذه اللحظات التي تولد لثوان في تفكيرنا ولا تلبث ان نعدمها اصبح بامكانها الان ان تعيش الى الابد.
رام الله – فلسطين
1-7-2010
صالح دوابشة – مدون فلسطيني

Tuesday, June 15, 2010

باريس، هل تكرم درويش أم تحط من قدره؟




قرأت اليوم صباحاً على شبكة معا الاخبارية خبر منح باريس اسم محمود درويش لاحدى ساحاتها التاريخية

حيث بدأ الخبر بالفقرة التالية

سبقت باريس العواصم العربية في منح اسم ساحة من ساحاتها التاريخية إلى الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، وذلك في احتفال جرى صباح أمس بحضور الرئيس محمود عباس ورئيس بلدية باريس برتراند دولانويه
.

عند قرائتي للخبر تذكرت بسرعة ما كان قد قاله لي صديقي يوسف زايد الذي يكمل دراسته في باريس حول هذا الموضوع، وأن بلدية باريس قد منحت احد حدائقها اسم ديفيد بن غوريون "مؤسس دولة "اسرائيل" عام 1948 واحد مهندسي نكبة الشعب الفسلطيني" كما ورد في الرسالة الاستنكارية التي بعثها المنتدى الفلسطيني للثقافة والاعلام لرئيس بلدية باريس السيد دولانيه.


Sunday, April 4, 2010

سبع عشرة ساعة من العمر مع بال اكس أوه PaleXO





الزمان: الانطلاق الساعة السادسة صباحاً والعودة الساعة الحادية عشر مساءً بتوقيت القدس الشريف يوم الاحد الموافق 4-4-2010

دقت الساعة الحادية عشر مساءً،،ولجت الى البيت بخطىً متثاقلة، منهك، متعب، بطن ممتليء او بالأحرى منتفخ، جوع لدوش ساخن ولوعة واشتياق لسريري الرائع، حديث مقتضب مع الاهل عن ملخص اليوم، دوش ساخن، راحة على المزاج، صلاة المغرب والعشاء، ومن ثم توجه مباشر لكمبيوتري المحمول – اللابتوب يعني - خلقت ملف وورد جديد، واعطيت جاهدة وهبي الضوء الاخضر لتبدأ عذب غنائها لبعض من مقاطع سيدتي الرائعة احلام مستغانمي.

أعدت شريط اليوم فاجتاحتني رغبة عارمة في كتابة كل تفاصيله المتكونة من مقل اشخاصه وملامح وجوههم الهاربة، اللاحقة، الغاضبة، المستاءة، الفرحة، المنتشية، والمتبعثرة هنا وهناك لترسم لوحة هذا اليوم الجميل بريشة فنان ماهر احياناً او لتتبدد ما بين الضحكات احياناً أخرى مختبئةً بعبثية الاطفال لتتجنب امكانية تكوين صورة قد لا ترتقي الى سمو و جمال تلقائية كل موقف بعينه.

Wednesday, December 23, 2009

طــبِّـــع……. انت فلسطيني







طــبِّـــع……انت فلسطيني

المكان: قصر الثقافة – رام الله
الزمان: 22-12-2009 الساعة السادسة مساءً
المناسبة: عرض لفرقة اسبانية في اطار احتفالية القدس عاصة الثقافة العربية
تحت رعاية وزرة الثقافة

بدأ الاحتفال بدخول خمس فتيات اسبانيات يرتدين زياً أبيض يشبه الى حد ما لباس الصوفيين، حيث التنانير الطويلة الواسعة التي تطير في الهواء بشكل افقي عند الدوران.

بدأت التنانير تدور وتنبسط وتنفرج عن كلمات كتبت عليها مسبقاً، العدل، المساواة، والحرية.
طبعاً هذه كلمات تتحدث عن المرأة وحقوقها ومساواتها بالرجل كون الحفل قد نظم من قبل تجمع النساء الفنانات ضد العتف الجندري – اسبانيا.

ولكن الصاعقة كانت عندما انفرجت التنانير عن كلمتي فلسطين واسرائيل، كلمتان متجاورتين كأنهما توأمان في مهد، وفوق المهد وشاح صغير تحمله الراقصة كتب عليه جملة: من اجل السلام.

وتدور الراقصات، ووتنبسط التنانير أفقياً، وتدور فلسطين بجوار اسرائيل ويعبق الجو برائحة السلام، تعلو الموسيقى وتهز كراسي الحاضرين كأنها الرعد، تتناوب البقع الضوئية على الراقصات ذهاباً وإياباً كأنهن البرق، تتضح الصورة اكثر فتتناثر بعض الكلمات العبرية الى جانب مثيلاتها من العربية.

تتواضع الموسيقى، تخفت الاضواء، تأخذ الراقصات حركة جليدية معلنةً انتهاء الرقصة، ويبدأ الجمهور بالتصفيق والتصفير، يا لها من رقصة جميلة على جثث شهداء غزة الذي أبيدوا قبل عام في نفس هذا الوقت.

Monday, December 14, 2009

عندما خانتني كلماتي





عندما خانتني كلماتي

،،،،،،،،،،
كم ظننت قبلاً بأنني أقوى من كل ما يمكن أن يحصل، فأنا من يشع ضوءاُ كلما أظلمت، وأنا من يضرب بيد من حديد في زوايا الظلم.

كم ظننت قبلاً بأنني الحنون العطوف، فأنا من يسير الحنان دفئاً بين يديه ويسكبه في كؤوس منكسرة يئست من أن تمتليء فأحولها كؤوس أفراح تعكس ضوء صفاء عيون الحاضرين.